نقول: هذه الشبهة لا حقيقة لها ولا وجود. فليس الذنب حجاباً عن الرب وليس الذنب يحول بين الإنسان وبين معرفة ربه. كم من؟ إنسان يفعل معصية بحكم غلبة نفسه علية لكنه متضايق من نفسه. لا أبرىء نفسي. وما فعلت هذا تهاوناً بحقك ولا جرأة عليك إنما غرني حلمك علي وقلة عقلي وسفاهتي. أسألك أن تغفر لي. أهذه المعصية حجبته عن معرفة الله؟ سدت علية باب معرفة الله لا. ولذلك ذكرت الآية في أول مبحث السيئات: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)) (?) والعبد يذنب الذنب يدخل به الجنة. قالوا وكيف؟ قال: لا يزال نصب عينية كلما ذكره بكي. وأنين المذنبين عند الله أفضل عند الله من تسبيح المسبحين. فهذا عندما ابتلى فتاب إلى الله أي حجاب حصل له. [كل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون] (?) ولا يلزم من أن الإنسان إذا وقع في معصية حجب عند الله وسدت عليه باب المعرفة. نعم المعاصي بريد الكفر أحياناً تؤول به إلى نسيان ربه وجحود إلهه. لكن أحياناً تؤول به إلى رفعة قدر عند ربه ((ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)) (?) وكان حال آدم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه بعد المعصية خيراً من حاله قبل المعصية. فهذا كلام باطل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015