2. اتفقوا على أن أصغر السيئات مجهول. فأصغر السيئات واصغر المعاصي واقل الذنوب شأناً ما هو؟ قالوا هذا لا يعلمه أحد إلا الله. لم علمنا الأكبر ولم نعلم الأصغر؟ ليكون العباد على وجل شديد من جميع مخالفتهم لربهم المجيد خشية أن تكون تلك الصغيرة التي يرونها صغيرة هي في واقع الأمر كبيرة ((وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)) (?) فأصغر السيئات هذا بالإجماع لا يعلم وأكبر السيئات معلوم. وقلت إذا نجى الإنسان من الأكبر وسلم من الديوان الثالث وهو الاعتداء على أعراض الناس وأموالهم فلو علية بعد ذلك من الذنوب ما يملأ عنان السماء ويقارب مليء الأرض من الخطايا فرحمة الله أوسع من ذلك. كما ثبت في سنن الترمذي وغيره بسند صحيح عن انس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالى يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني عفرت لك. يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة] ما بقارب الأرض ما يملأها من الذنوب والموبقات. لكن ليس عنده شرك لرب الأرض والسموات يأتيه الله بقرابها مغفرة هذه الآية ((إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)) (?) هي أرجى آية في القرآن الكريم عند بعض سلفنا وأئمتنا الطيبين ثبت هذا في سنن الترمذي بسند حسن عن على - رضي الله عنه - انه قال [ما في القرآن آية أحب إلى منها] وثبت في كتاب الإمام الواحدى عن حفيد على بن أبى طالب على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين وهو المسمى بزين العابدين. أنه قال: هذه أرجي آية في القرآن. ووجه ذلك: أن المعاملة لا تخرج عن ثلاثة أقسام: إما عدل وإما فضل وإما جور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015