السيئة سميت بذلك لأمرين لأن صاحب الفطرة السليمة والعقل السليم يستاء ويسوؤه عندما يفعل سيئة نعم بياض العاصي إذا كان عاقلا مع انه عاصي يتضايق وتضيق عليه نفسه، وقد رسم نبينا - صلى الله عليه وسلم - صورة واضحة لمؤمن وصورة واضحة لغير المؤمن ففي مسند الإمام احمد ومستدرك الحاكم وغيرهما بسند صحيح عن عدة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من سرته طاعته وساءته معصيته فهو المؤمن] فهو يفعل المعصية ـ كما قلنا ـ لا عمدا ولا قصدا لكن طبيعة البشر لا تنفك من خطأ وزلل ومن يشابه أباه فما ظلم.
إذا كان أبونا على نبينا وعلية صلوات الله وسلامه آدم وقع في خطأ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. وكان حالة بعد المعصية خيرا من حاله قبل المعصية. فإذا شابهناه في ذلك فلا لوم ولا تقصير فالمؤمن لا يقصد المعصية ولا يوطن القلب عليها. لكن طبيعة البشر والجبلة الإنسانية تقتضى أن يقع الإنسان في شيء من الهفوات والزلات فإذا كان الأمر كذلك عندما يقع فيها تضيق عليه نفسة كما قال الله تعالى في حق الثلاثة رضوان الله عليهم. كعب بن مالك ومرارة بين الربيع وهلال بن أمية ((وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ)) (?) لأجل المعصية التي وقعت منهم وهى نخلفهم عن الغزوة الأرض ضاقت عليهم ـ بما رحبت ـ وأنفسهم ضاقت عليهم وما عادت تتحملهم من أجل غصبهم لله على أنفسهم فإذا صاحب العقل السليم يستاء ويسوؤه فعل المعصية عندما يفعل لكن أحيانا نفسة تغلبة يتعرض للفتن فلا يثبت وبخبو نور الأيمان ويضعف في قلية فيقع فإذا فزع ((تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)) سيلوم نفسة ويرجع إلى ربه والله يقبلة وهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.