فإذا فعلنا المأمور على غير وجه التمام إنه إذا ليس في درجة القبول صار إذا فيه خدش. صار فيه معصية ولذلك أمرنا بالتوبة والاستغفار والإنابة إلى الله بعد فعل الطاعات العظيمة فانظر إلى شعيرة الحج وعبادة الحج وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام الذي إذا فعله الإنسان على وجه التمام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ـ كما ثبت في صحيح البخاري وغيره عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - ـ الله يأمرنا بالاستغفار والتوبة إليه في ذلك المنسك وعند أداء ذلك النسك بل عند أداء أعظم أركانه وهو عرفه يقول الله جل وعلا ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ ثُمَّ أَفِيضُواْ (?) مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) (?) فكأن الله يقول: قد يقع منك شيء من التفريط في الوقوف وقد لا يكون الوقوف بالصورة المقبوله المرضية فأتبعوا وقفكم بعرفات وشهودكم جمعا في مزدلفة بالاستغفار.
وهكذا اخبرنا ربنا جل وعلا انه أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستغفر ربه وان يتوب إلية بعد الجهاد الطويل الذي قام به وبعد أن فتح الله عليه جزيرة العرب ودخل الناس في دين الله أفواجا فقال في سورة النصر ((إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ. إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً))