إذا قال الإنسان: أنا من المتقين. فهناك شيء يمز تقواه أشار نبينا - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث المتقدم وهو [اتقى الله حيثما كنت] وهذه الإشارة كلمة حيثما. هي ظرف مكان. اتقى الله في كل مكان تكون فيه. تقوه الله في الجلوه أمام الناس ما أيسره على الناس كما قال الله ((يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ)) (?) فأمام الناس يظهر التمسك والخشوع والإخلاص. وإذا رآه الإنسان على تعبير الناس في بلاد الشام: ـ يقول انه ولى مقشّّر وإذا عاملة يراه بعد ذلك حشرة من الحشرات فلا بد إذا من تقوى الله في الخلوة خلوه وجلوه. سر وعلن. تقوى الله أيضا في العلن يسير. لكن تقوى الله في السر هنا هو الذي يميز صدقك من كذبك. والإنسان على نفسة بصيرة. إذا كنت مع الناس ومرّت امرأة تغض طرفك. هذه تقوى. وإذا كنت بمفردك لا تغض طرفك فاعلم أن الأولى نفاق مباشرة. لكن إن غضضت في تلك وفى هذه حقيقة هذه تقوى وأنت من المتقين. الإنسان على نفسه بصيرة. توفر لك أن تأخذ الحرام لكن أمام الناس ما أخذته. وإذا يتسر لك في السر أستزدت منه وتمنيت أن تحصل أضعافاً مضاعفة هذه هي الخيانة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015