إذن ((أَلَا يَتَّقُونَ)) ، ((أَلَا تَتَّقُونَ)) هذه بمعنى ((يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)) هذه بمعنى ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)) (?) إنما قلنا التقوى فعل الأوامر واجتناب النواهي وكل نبي أمر قومه بهذا وكل نبي طلب من قومه أن يعبدوا ربهم. والعبادة تقوم على ركنين ـ كم قلنا ـ الاكتساب: وهذا هو فعل الواجبات والاجتناب: وهذا هو ترك المحرمات وعلية: وصى الله الأولين والآخرين بالتقوى وكل نبي كان يطلب من قومة أن يتقوا الله جلا وعلا. ((أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)) (?) نعم إن التقوى عبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ ما بعبد من دونه. ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجة ومسند الدارمى بسند حسن عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ قول الله تعالى في آخر سورة المدثر ((أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)) (?) فقال النبي [قال الله تعالى أنا أهلٌ أن أتقى فمن اتقاني فلم يشرك بي شيئا فأنا أهل أن أعفر له] فالتقوى كما قلنا ـ تعنى أعبد الله ما لكم من اله غيرة وثبت في تاريخ دمشق لابن عساكر. والأثر رواه ابن عبد البر في كتاب التمهيد.