فمخالفة الناس بالحسنى هي من مفهوم التقوى ومما يدخل في عداد التقوى زاد النبي - صلى الله عليه وسلم - الجملة الثالثة أن عبادة الله لا تتم إلا إذا اتقيناه فيما بيننا وبينه واتقيناه فيما بيننا وبين خلقه جل وعلا فحكمنا شريعته جل وعلا في جميع شئون الحياة وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - يركز على هذا المعنى في كثير من الأحاديث وبين أن مخالقة الناس بالتي هي أحسن ضرورية لينجوا الإنسان في الآخرة وكما قلت هذا مما يدخل في التقوى ثبت في سنن الترمذي وبن ماجه ومسند الإمام احمد وصحيح ابن حبان رحمهم الله جميعا بسند صحيح عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال عليه الصلاة والسلام [تقوى الله وحسن الخلق] وحسن الخلق هو من تقوى الله وهو من أعظم أفراده ولا يحصل للإنسان صفة التقوى إلا إذا فعل ما أمره الله وترك ما نهاه عنه فإذا كان حسن الخلق هذا مما أمرت به لكن كثيرا من الناس يظن إذا حسن صلته بينه وبين ربه قام الليل وصام النهار وآذى الجار سيدخل الجنة هيهات هيهات كما ثبت في الصحيحين عن نبينا عليه الصلاة والسلام [والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الذي لا يأمن جاره بوائقه [أي شروره وبلاياه واعتدائه لا يأمن شره هذا ليس عند الله من عداد المؤمنين فكيف إذا سيحصل فيه صفة التقوى إذا آذى عباد الله ولم يحسن صلته بهم على حسب ما شرع الله جل وعلا؟ أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق فقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وما أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال] الأجوفان الفم والفرج (?) [وقد كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - ينبه على هذا المعنى أيضا في أحاديثه