.. ونقل الإمام ابن القيم عن الإمام ابن عبد البرد – عليهم رحمة الله تعالى – أنه روى في كتابه "الاستيعاب" عن ابنة ثابت بن قيس بن شماس – رضي الله تعالى عن أبيها وعنها – قالت: لما كان يوم اليمامة خرج ثابت مع خالد بن الوليد – رضي الله تعالى عنهما – إلى مسيلمة الكذاب، فلما التقوا به وانكشفوا، قال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة – رضي الله تعالى عنهما – ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم حفر كل واحد له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قتلا وعلى ثابت – رضي الله تعالى عنه – يومئذ درع نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت – رضي الله تعالى عنه – في منامه، فقال له: إني أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما قتلت أمس، مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناء، وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رجل، فأت خالداً فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعني أبا بكر الصديق – رضي الله تعالى عنه – فقل له: أن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتق وفلان، فأتى الرجل خالداً فأخبره فبعث إلى الدرع فأتى بها، وحدث أبا بكر – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – برؤياه، فأجاز وصيته، قال: ولا نعلم أحداً أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس – رضي الله تعالى عنه ورحمه وإيانا جميعاً –.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015