{وليضربن بخمرهنَّ على جيوبهنَّ} وهذا الأثر الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وأبو داود عن أمَّنا عائشة -رضي الله عنها- هو وصف النساء المهاجرات، فما وصف نساء الأنصار؟ هنَّ كذلك وهذا هو وصف نساء المؤمنين من مهاجرات وأنصار ومن يأتي بعدهنَّ إلى يوم الدين.
تقول أمُّنا عائشة -رضي الله عنها- وهو في المستدرك وتفسير ابن أبي حاتم وإسناد الأثر صحيح [أن صفية -رضي الله عن أمَّهاتنا أجمعين- أثنت على نساء المهاجرين أمام أمَّنا عائشة فقالت -رضي الله عنها-: في نساء المهاجرين خير،] في نساء قريش خير ولكن والله ما رأيت مثل نساء الأنصار أشدَّ إيماناً بالله وأشدَّ تصديقاً لما نزل قول الله: {وليضربن بخمورهنَّ على جيوبهنَّ} انقلب رجال الأنصار إلى نسائهم يتلون عليهنَّ هذه الآية، فوالله ما هو إلا أن قامت كل امرأةٍ إلى أكثف مُرِطْها] أي هذا الذي يأتزر به ويلبس [فشقته فاختمرت به فخرجن وهنَّ معتجرات] أي كل واحدة تَلُفُّ رأسها بهذا الثياب الثخين تعتجر به وتستر به بدنها وجسمها ووجهها، [فخرجن وهنَّ معتجرات كأنَّ على رؤوسهنَّ الغِربان من الأكثية] .
إخوتي الكرام: فهذا الأمر لابد من ملاحظته عند خروج المرأةَ من بيتها إلى بيت ربها أو إلى غير ذلك من البيوت (ستر جميع البدن) ، وما يترخص به بعض الناس في هذه الأيام من كشف الوجه بتعللات باطلة فكل هذا مردودٌ مردود، وإليكم إخوتي الكرام بعض الآثار التي تبين شيمة النساء الصالحات وكيفية حجابهنَّ في العصر الأول وعليه تسير كلُّ امرأة صالحةٍ إلى قيام الساعة.