وقد يقول قائل: هل حصل شيءٌ من الفساد عند ذهاب النساء إلى بيوت رب العباد؟ والجواب نعم، وحصل هذا في كل عصر في الأمم الماضية، وفي هذه الأمة ولذلك نُدب النساء أن يصلين في بيوتهنَّ، وسأذكر حادثتين فقط: حادثة وقعت في الأمم السابقة، ومن أجلها حرم الله على النساء في بني إسرائيل أن يدخلن بيوته في هذه الحياة، وحادثة وقعت في هذه الأمة في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام-
أما الحادثة الأولى: رواها الإمام عبد الرزاق في مصنفه بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بن مسعود، ورواها عن أمنا عائشة -رضي الله عنها- بألفاظ مختلفة أورد الأثرين إن شاء الله آنفا، والأثر رواه أيضاً الإمام الطبراني في معجمه الكبير، في مصنف عبد الرزاق، ومعجم الطبراني الكبير، ولفظ أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه وهذا له حكم الرفع، لأنه لا يدرك من قبل الرأي يقول: (كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يُصَلُون جميعاً: أي في بيوت الله مجتمعين، فكانت المرأة إذا كان لها خليل تَلْبَس القاَلِبين: تثنية قالب بفتح اللام وقيل بكسرها قَالِب، قالَب، والفتح أظهر وأوجه: وهو حذاءٌ خشبي يعرف في بلاد الشام في هذه الأيام بالقبقاب، حذاءٌ مرتفعٌ من خشب تلبسه المرأة إذا كان لها خليل كانت تلبس القالبين: أي حذاءً خشبياً مرتفعاً تَطَوَّلُ به ليراها خليلها في بيت ربها جل وعلا) هذا كان في بني إسرائيل. تطول به: يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فأخِّروهنَّ من حيث أخَّرَهنَّ الله فلما عمل نساء بني إسرائيل ذلك ألقى الله عليهن الحيض.