رجال: هؤلاء هم الرجال، وما عداهم أهل ضلال وخبال، فهم الأنذال هم الأنذال.

وأما الدلالة الثانية في لفظ رجال، فيراد منها ما يقابل الأنوثة، فالرجال هم الذكور الذين يعمرون بيوت الله جل وعلا في هذه الحياة.

ولفظ الرجال كما قال أئمتنا في أصول الفقه: إنه اسم جنسٍ جامد، وعليه فهو اسم لقبٍ، وليس له مفهوم مخالفة فلا يفيد أن النساء لسن كذلك بناءً على هذا الاصطلاح، وهذا التعبير، فالرجال اسم جنسٍ جامد وإذا كان كذلك فلا يدل على أن ما يقابل الرجال ليس لهنَّ هذا الوصف، لكن قال أئمتنا الكرام إن لفظ الرجال، وإن كان اسم جنسٍ جامد، وإن كان كذلك فما في الرجال من معنى الذكورة صالحٌ لإناطة الحكم به، والتفريق بين الرجال والنساء في ذلك، وعليه فلفظ الرجال هو صفةٌ وليس بلقب، ومفهوم الصفة معتبرٌ عند أئمتنا الكرام الشافعية والمالكية والحنابلة، وهذا المفهوم أن الرجال يسبحون في بيوت الله جل وعلا، ويذكرون الله في بيوت الله جل وعلا، يفيد أن النساء لسن كالرجال في هذا الحكم، وهذا ما دلت عليه سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة الصريحة، بأن النساء لا يطالبن بالجماعة التي طولب بها الرجال الذكور، فالجماعة لا تجب إلا على من كان ذكراً، عاقلاً، بالغاً، حراً، صحيحاً، مقيماً كما هو الحال في الجمعة تماماً، وعليه فلا تجب الجماعة على صنفين، لا تجب على ما يقابل الذكور، وهنَّ الإناث، ولا تجب على الذكر إن كان فيه عذر من مرضٍ أو سفرٍ أو غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015