قال الإمام ابن تيمية -عليه رحمة الله-: ولا ينبغي للإنسان أن يترك النكاح معللاً بأنه مقيمٌ على العبادة وأنه زاهدٌ في الدنيا، يقول: فما من عبادة فعلها ينفع في الآخرة، ومعنى الزهد ترك ما يضر في الآخرة، والنكاح لا يضر في الآخرة، وهو نافع في الآخرة ففعله عبادة، وليس الزهد في ترك النكاح، فليس الزهد في ترك النكاح فمن زهد فيه ليس بزاهد، إنما هو فعل ما يضر نفسه وأعرض عما ينفعه، النكاح طاعة متعدية.
والأمر الثاني: الذي سأؤنبه عليه، عبادة الذكر ويستشكلها كثير من الناس، هذه العبادة التي فُضٌلت يعني على كثير من الطاعات واستشكلها بعض الناس فقالوا: هذه العبادة كيف فضلت كثيراً من الطاعات، واقع الأمر أنها هذه العبادة كعبادة النكاح تسببت في طاعات كثيرة سأتكلم على عبادة الذكر على وجه الاختصار، ثم أتكلم على الأمر الثاني هو فعل المأمور أعظم أثراً من ترك المحظور، ثم على الأمر الثالث هو الصلة بين الفرائض والنوافل في الموعظة الآتية إن أحيانا الله.
استأذنكم الآن وأسأل الله -جل وعلا- أن يجمعنا في هذه الدنيا على طاعته وفي الآخرة في دار كرامته وصل اللهم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.