عباد الله: هذه المساجد هي خير البقاع وأحبها عند الله كما أن الأسواق هي شر البقاع، فهذه المساجد تدعوا إلى عبادة الله جل وعلا وإلى الإقبال على الآخرة والدنيا بعكس ذلك هي مأوى الشياطين وتدعوا إلى الكرون إلى الدنيا، ليست الأسواق مذمومة إذا اتقى الإنسان فيها ربه لكنها معطل غفلة، وإذا حول الإنسان السوق إلى مكان شرعي يبيع فيه ويشتري حسب شريعة الله فلا حرج، لكن على الإنسان أن يتقي الله في سوقه فلا يكوننَّ أول داخل ولا آخر خارج، إنما ينبغي أن يكون أول داخل إلى بيوت الله وآخر خارج من بيوت الله، وأما الأسواق فأمرها كما قال الله: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه، وإليه النشور} والأسواق سميت بذلك لأن الأرزاق تساق إليها ولأن الناس يمشون إليها على سوقهم جمع ساق أي على أرجلهم فالأرزاق تأتي إليها من كل جهةٍ والناس يسعون إليها على سوقهم، فيقال لها الأسواق هي مواطن غفلة، وإذا ذكر الإنسان ربه في مواطن الغفلة واتقى الله له أجرٌ عظيمٌ عظيم، فذكر الله بين الغافلين كثابت عند التقاء الجيشين عند فرار الفارين، هو ثبت وأولئك فروا، وهكذا أهل السوق في غفلة، فمن ذكر الله في سوقه له أجر عظيم.