{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن} في الآخرة {وهم مهتدون} في هذه الحياة الدنيا، فحصلوا في هذه الحياة راحة وهداية وحصلوا بعد الممات فوزاً وسعادة، ثبت في مسند الأمام أحمد والصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وجثوا على الركب وقالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لا يظلم نفسه وفهموا رضي الله عنهم من الظلم مطلق المعاصي، فكل إنسان يقع في شيء من الهفوات والزلات، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، قالوا أينا لا يظلم نفسه، أي أينا لا يقع في شيء من الخطأ والتقصير، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ليس الذي تعنون أي ليس المراد من الظلم ما تفهمون مطلق المعصية والمخالفة، لا، إنما الظلم الشرك نعم هو أشنع أنوع الظلم {والكافرون هم الظالمون} ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة ألم تسمعوا لقول العبد الصالح لقمان لابنه {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} فإذا حقق الإنسان ذلك المعنى في حياته، إيمان بالله وإخلاص له واتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم له الأمن في الآخرة وله الاهتداء في الحياة الدنيا {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك له الأمن} في الحياة الآخرة {وهم مهتدون} في الحياة الدنيا، فهم في هذه الحياة في على هداية تامة، وهم بعد الممات في أمنٍ سعادة، وهذا كما قال ربنا جل وعلا في سورة طه {فمن اتبع هداي فلا يضل} في الدنيا {ولا يشقى} في الآخرة {ومن أعرض عن ذكري فإن له معشية ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} .