إذا عزم، إذا وصل في القلب وجل به يكتب للإنسان وعليه في جانب الخير أو الشر، وقد دلت على ذلك أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - سأقتصر على حديثين من أحاديثه الكثيرة التي تقرر هذا الأمر، الحديث الأول في الصحيحين من حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول [إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار: قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول] أي دخل القاتل النار، هذا أمره معلوم لأنه قتل مؤمناً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فما بال المقتول؟ فقال عليه الصلاة والسلام [إنه كان حريصاً على قتل صاحبه] أي عزم على ذلك في قلبه لكن لم يتمكن بجوارحه، منعه مانع خارجي، إنه كان حريصاً على قتل صاحبه، وثبت في مسند الأمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح من رواية الصحابي أبي كبشة الأنماري - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول [ثلاثةٌ أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فحفظوه] أما الثلاثة التي أقسم نبينا - صلى الله عليه وسلم - على صحتها ووقوعها ولابد [ما نقص مال من صدقة] فمن تصدق لا ينقص ماله بل يزيده الله أضعافاً مضاعفة، {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (?) [ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا] ظُلم عبد في هذه الحياة فعفى يزيده الله عزاً ورفعة [ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر] إذا تعرض لسؤال الناس من غير حاجة يجعل الله فقره في قلبه ولا يأتيه إلا ما قدر له، هذه أقسم عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما الحديث الذي ينبغي أن نعيه ويتعلق بأمرنا وهو أن من عزم على الخير كتب له كأنما فعله، ومن عزم على شر كتب عليه كأنما فعله، يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم -[وأحدثكم حديثاً فحفظوه هذه الدنيا لأربعة