يقول الإمام الغزالى رحمة الله ورضوانه عليه فى الإحياء يذكر هذا إخوتى الكرام فى الجزء الرابع صفحة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يقول (أكثر أسرار القرآن معبأة فى طى القصص والأخبار فكن حريصا على استنباطها لينكشف لك فيه)

أى فى القصص العجائب وانظروا شرح هذا الكلام فى إتحاف السادة المتقين للإمام الزبيدى فى الجزء التاسع صفحة ست وأربعين وستمائة

إذن اختصما إلى القاضى الأمة كلها راقية حقيقة خصومة عجيبة هذا المشترى يقول أنا اشتريت العقار ولم اشترِ ذهبا والبائع يقول بعت العقار بما فيه وهذا رزق ساقه الله إليك فليأخذ جرة الذهب ولمَ يريد أن يعيدها إليه فالقاضى حقيقة بهت من هذه الخصمومة الفاضلة الشريفة فقال ألكما ولد أى لك واحد منكما ولد وقيل وُلِد وهو جمع ولد أى وِلْد بضم الواو أو كسرها مع إسكان اللام ولد لك واحد منكما ولد لكما وُلد عندكم أولاد لكما وِلْد فقالا نعم أحدهما قال ابن والآخر قال لى جارية لى غلام ولى جارية

قال أنكحوا الجارية الغلام أنكحوا الغلام الجارية زوجوهما وادفعوا هذا المال إليهما وأنفقوا عليهما منه وتصدقوا يعنى أيضا تصدقوا على المساكين وهذا المال اجعلوه لهذين الولدين من هذين الأبوين المباركين لهذين الزوجين

حقيقة إخوتى الكرام هذه القصة يرويها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام إخوتى الكرام كم فى هذه القصة من معانى فضيلة والأمانة وتأدية الحقوق إلى أهلها وأن الإنسان إذا اتقى الله فى النهاية يحفظه الله أيضا ما خرج المال عنه ذهب إلى ثمرة فؤاده إلى ولده وإلى ابنته وبارك الله له فى داره ورزقهما ذرية طيبة والسعادة اكتملت من جميع الجهات وحصل بعد ذلك اتصال عن طريق المصاهرة بين هاتين الأسرتين

كم فى هذه القصة من معانى عندما وُجدت الأمانة وجدت الديانة فى النفوس كم حصل لها من أثر طيب فى العاجل دون يعنى يوجه هذا على أنه افعلوا أو اتركوا قصص المعانى التى فيه تسرى فى النفس من حيث لا يشعر الإنسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015