انظروا هذه الرويات إخوتى الكرام فى جامع الأصول فى الجزء الثامن صفحة خمس وثمانين وأربعمائة وفى الدر المنثور فى الجزء السادس صفحة أربع عشرة ورأربعمائة

إذن تعدل ثلث القرآن أصاب أئمتنا فى توجيه كلام نبينا عليه الصلاة والسلام أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن

ما المراد بهذا الثلث؟

أوجه ما قيل فى ذلك ما استظهره شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية كما فى مجموع الفتاوى فى الجزء الثانى عشر صفحة أربع وثلاثين ومائة وحكاه الحافظ فى الفتح فى الجزء التاسع صفحة واحدة وستين:

أنها ثلث القرآن من حيث محتوى القرآن ومن حيث موضوع القرآن ومن حيث المعانى التى عالجها ودل عليها القرآن,

فالقرآن يدور على ثلاثة أمور حسان:

أولها توحيد الرحمن

ثانيها أحكام تتعلق بفعل الإنسان

ثالثها قصص حسان

والمراد من القصص تقرير وتثبيت وتوكيد ما تقدم من توحيد الله جل وعلا ومن الأحكام التى تتعلق بأعمال المكلفين

إذن القصص لها شان فالله فى كتابه قص وسمى سورة بكاملها سورة القصص هذا عدا عن السور التى تسمى بسورة لقمان بسورة الكهف بسورة آل عمران بسورة مريم هذه كلها قصص لغير الأنبياء حتى قصص لغير الأنبياء على نبينا وأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه كما سيأتينا لقمان ليس بنبى على المعتمد, أصحاب الكهف ليسوا بأنبياء, مريم ليست بنبية,

قصص ورد أخبار هؤلاء فى كلام الله عز وجل لا لقتل الوقت والتسلى إنما كما قلت للدعوة إلى الله جل وعلا وتثبيت العقائد فى القلوب انتبه من حيث لا يقصد الإنسان ولا يشعر وهى أيضا لتوكيد الأحكام والدعوة إلى الفضيلة على التمام من حيث لا يقصد الإنسان ولا يشعر لأن الإنسان طبيعته يستروح للقصة يميل إليها يحبها يتعلق بها فتذكر أخبار المتقدمين وفى ثناياها وفى طياتها توحيد رب العالمين وتقرير الأحكام فى الدين فيتغلغل ذلك فى نفوس المكلفين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015