والفسق هنا باتفاق أئمتنا لا يراد منه الفسق الذى يخرج من الملة إنما يحُكم على الإنسان بالفسق ترد شهادته تسقط عدالته وترد شهادته ويجلد ثمانين جلدة
(فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم)
ولذلك إذا تاب يعنى فاجلدوهم ثمانين جلدة لا تسقط عنه بالاتفاق أوليس كذلك؟
(فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون)
فهل يعود إلى المذكورَينِ الأخيرين يعنى قبول الشهادة ورفع الفسق؟ أئمتنا على قولين فى ذلك قيل يرفع الفسق ولا تقبل شهادته وقيل يرفع الفسق وتقبل الشهادة, على كل حال إخوتى الكرام الشاهد أن الفسق هنا لا يراد منه الفسق الذى يخرجه من دين الله عز وجل بحيث يكون من عداد الكافرين ولوكان كذلك لما جُلد ثمانين جلدة لضُربت الرقبة
إذن الفسق يأتى بهذا المعنى وبهذا المعنى والنصوص كما قلت فى ذلك كثيرة
إذن عندنا الكفر يأتى بهذين المعنيين وهكذا الظلم وهكذا الفسق ,من المراد بهذه الآيات وهذه الأوصاف؟
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (فأولئك هم الظالمون) (فأولئك هم الفاسقون)
غاية ما ذكر أئمتنا فى كتب التفسير كما ذكر ذلك الإمام الطبرى فى تفسيره فى الجزء العاشر صفحة ست وأربعين وثلاثمائة إلى ثمان وخمسين وثلاثمائة فى قرابة اثنتى عشرة صفحة وهكذا الإمام ابن الجوزى فى زاد المسير فى الجزء الثانى صفحة ست وتسعين وثلاثمائة والإمام ابن كثير فى تفسيره فى الجزء الثانى صفحة ستين وانظروا الآثار مجموعة فى الدر المنثور فى الجزء الثانى أيضا صفحة ست وثمانين وثلاثمائة
خلاصة ما ذُكر وحاصل ما ذكر فى بيان المراد بتلك الأوصاف إذا حكم بغير شريعة الله فهو كافر ظالم فاسق خمسة أقوال:
أولها المراد بذلك أهل الكتاب