فهل يريد المعطلة الأرزال، أن يضارعوا المشركين الأسافل لأن توهم مماثلة صفات رب العالمين، لما هو معروف في المخلوقين الناقصين، مسلك المشركين الضالين، في الزمن القديم، وفيما بعده من الأحايين، قال الإمام القرطبي – عليه رحمة الله تعالى –: وكان هذا القول منهم جهلا ً، إذ لا يستحيل في العقل أني خلق الله في النار شجراً من جنسها لا تأكله النار، كما يخلق الله فيها الأغلال، والقيود والحيات والعقارب، وخزنة النار، وقيل: هذا الاستبعاد الذي وقع للكفار هو الذي وقع الآن للملحدة، حتى جملوا الجنة والنار على نعيم أو عقاب تتخلله الأرواح، وحملوا وزن الأعمال والصراط، واللوح والقلم على معان زوروها في أنفسهم، دون ما فهمه المسلمون من موارد الشرع (?) .
قال عبد الرحيم – غفر الله له ذنوبه أجمعين –: شجرة الزقوم لأهل الجحيم، كشجرة طوبى لأهل النعيم، والفرق بين الشجرتين، كالفرق بين الدارين، وإليك بعض ما ورد في وصفها مَنّ الله الكريم علينا، بالتمتع بها والأكل من ثمرها، إنه سميع الدعاء.