.. ومن المعلوم لذي العقول والفهوم أن ما في الجنة مخلوق، وما في الدنيا مخلوق، فإذا توافق مخلوقان في الاسم واتحدا في المسمى، ولم يلزم من ذلك التوافق والاتحاد المماثلة في الحقائق والكيفيات، بل بينهما من التباين ما لا يعلمه إلا الله – جل وعلا – فالخالق إن وافق المخلوقات في الأسماء، واتحد معها في المسمى لا يلزم من ذلك مماثلته لمخلوقاته، ولا مشابهته لهم بوجه من الوجوه، بل إن مباينته للمخلوقات أعظم من مباينة المخلوق في الآخرة للمخلوق الموجود في الدنيا، فافهم هذا تسلم وتغنم.
... وإليك بعض النصوص الدالة على المباينة التامة، والبون الشاسع بين النعيم الموجود في الآخرة والنعيم الموجود في الدنيا، ليتضح لك الحق جلياً.