أشار الله إلى هذا فى كتابه فقال فى سورة نبيه يونس على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه
{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين *قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس/57-58]
حقيقة هذه هى النعمة التى لا يعدلها نعمة وهذه هى الرحمة التى لا يعدها رحمة
(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين *قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
وقد امتن الله على نبينا عليه الصلاة والسلام بهذه النعمة وأخبره أنها هى خير رحماته عليه فقال سبحانه وتعالى فى سورة القصص
{وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين *ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين} [القصص/86-87]
(وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب) لكن حصل لك هذا برحمة من الله وفضل منه وإحسان وهذه أعظم رحمة منه عليه ثم على الأمة الذين رُحموا بهذه الرحمة التى نزلت عليك فصرت بها رحمة للعالمين على نبينا وأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه
(وما كنت ترجو) لفظ الرجاء هنا بمعنى الأمل لأنه يأتى بمعنى الوجل وبمعنى الأمل المراد هنا الأمل قولا واحدا
(وما كنت ترجو) أى تأمل وتتوقع وتتطلع وما كنت تنتظر هذا ولا خطر على بالك لكن هذا بفضل الله ورحمته ويأتى الرجاء بمعنى الخوف أيضا والوجل كما تقدم معنا إخوتى الكرام فى محاضرات التفسير عند قول الله جل وعلا فى سورة النبأ (إنهم كانوا لا يرجون حسابا)
تقدم معنا تحتمل المعنيين لا يأملون ويتوقعون جزاء على أعمالهم لأنهم ما عندهم حسن يجازون عليه إنهم كانوا لا يرجون لا يخافون يوم الحساب ولا يعدون العدة للقاء الكريم الوهاب
واستعرضت هناك الآيات التى تأتى بمعنى الوجل فقط وبمعنى الأمل وبالمعنيين فى كلام ربنا رب الكونين سبحانه وتعالى