نورا للعقول كنور الشمس الذى هو للأعين والأعين لا ترى بدون نور والعقول لا تهتدى بدون شرع العزيز الغفور {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا *فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما} [النساء/174-175]
يعنى بعدها آية واحدة أليس كذلك ختام سورة النساء وأنزلنا إليكم نورا مبينا
وقال جل وعلا فى سورة الإسراء
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا *وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما} [الإسراء/9-10]
يهدي للتي هي أقوم للتى هى أكمل وأحسن وأسد وأفضل فى جميع شئون الحياة
وواقع الأمر إخوتى الكرام نظم الله بهذه الشريعة التى أنزلها علينا جميع معاملاتنا سواء مع أنفسنا أو بعضنا أو مع ربنا سبحانه وتعالى عن طريق معاقد التشريع التى حواها شرع العزيز الغفور سبحانه وتعالى ومعاقد التشريع ثلاثة لا بد أن توجد فى التشريع وإلا فذلك التشريع فاسد عاطل باطل
أولها المحافظة على ضروريات الحياة
وثانيها المحافظة أيضا على الحاجيات
وثالثها المحافظة على التحسينيات والجرى على مكارم الأخلاق والتشريع يدور على هذه الأمور الثلاثة
الأولى ضروريات وهى التى يسميها أئمتنا بدرء المفاسد لا بد إخوتى الكرام من المحافظة على الضروريات الست على أديان الناس على أبدانهم على عقولهم على أموالهم على أعراضهم على أنسابهم لا بد من المحافظة على هذا وهذا ما حُفظ عليه أتم محافظة إلا فى شريعة الله جل وعلا وما عدا شريعة الله جل وعلا الناس فى غابة يأكل القوى منهم الضعيف