السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ورضى الله عن الصحابة الصادقين المفلحين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهل علينا أمورنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين اللهم زدنا علما نافعا وعملا صالحا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين سبحانك الله وبحمدك على حلمك بعد علمك سبحانك الله وبحمدك على عفوك بعد قدرتك
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد إخوتى الكرام انتهينا من مدارسة منزلة الفقه فى شريعة الله المطهرة منزلة علم الفقه فى شريعة الله المطهرة وشرعنا فى مدارسة مبحث عظيم قلت أختم به الكلام على منزلة علم الفقه فى شريعتنا المطهرة
هذا المبحث إخوتى الكرام قلت هو استعراض الفروق بين شرع الخالق وشرع المخلوق والأمر إخوتى الكرام فى منتهى الظهور والوضوح ومن أراد يعنى أن يتلمس الفروق بين شرع الخالق وشرع المخلوق كمن أراد أن يبحث عن الفروق بين الطاهر والنجس وبين المعدوم والموجود وبين الحق والباطل وبين النور والظلام يعنى الأمر فى منتهى الوضوح
ولذلك إخوتى الكرام ما أذكره هو من باب المزايا التى فى شريعة ربنا جل وعلا وتحتم علينا أن نلتزم بذلك ومن أعرض عن ذلك فقد سفه نفسه وكفر بالله جل وعلا
ذكرت إخوتى الكرام ثلاثة فروق
أولها
أن شرع الله حل وعلا مستمد من خالقنا من ربنا من سيدنا من مالكنا وقلت هذا وضع الأمر فى موضعه ووضع الشىء فى نصابه أن يأخذ المخلوق بشرع خالقه وألا يعبد بعضهم بعضا من دون الله جل وعلا
الأمر الثانى
قلت إن شرع الله جل وعلا صاحبه علم كامل كيف لا وهو شرع مَن بكل شىء عليم
والأمر الثالث