أنزله من هو بكل شىء عليم ولا يوجد مخلوق يتصف بهذه الصفة بكل شى ءعليم, على كل شىء قدير ,غنى عن العالمين هذا لا يوجد إلا فى ربنا العظيم سبحانه وتعالى
قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما هذا إخوتى الكرام كما قلت يعنى حال تشريع الرحمن من عند من هو بكل شىء عليم
وأشار إلى هذا المعنى ربنا الكريم فى أول سورة غافر
{حم *تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم *غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير} [غافر/1-3] وهذا العلم الذى هو فى المشرع بشرع الله هذا العلم الذى هو فى ربنا لا يمكن أن يساويه فيه أحد من الخلق بل لا يمكن أن يساويه فى جزئية من جزئيات العلم التى يتصف بها ربنا جل وعلا أحد من الخلق
فاستمع للعلم الإلهى تعريف علم ربنا كما قال الإمام النووى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى كتابه الفتاوى كنت ذكرت هذا إخوتى الكرام ضمن تفسير سورة الفاتحة فى صفحة ست وعشرين ومائتين فتاوى الإمام النووى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وهو أحسن تعريف لضبط علم الله جل وعلا يقول
علم استقلالى يحيط بجميع المعلومات بكل المعلومات كما وكيفا
علم استقلالى أولا هذا علم منه ما أخذه من غيره وعلم من عداه مستفاد طرأ عليه بعد أن لم يكن
{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون} [النحل/78]
علم استقلالى ثم بعد ذلك يحيط بكل المعلومات كما وكيفا بقدرها وخصائصها كما وكيفا ولو أُضيف إلى هذا التعريف يعنى من باب كما يقال زيادة ايضاح إلا هو التعريف كامل يعنى لو أضيف زيادة ايضاح علم استقلالى محيط بجميع المعلموات كما وكيفا هذا كلام الإمام النووى قل على سبيل الدوام ولا يعتريه غفلة ولا نسيان