والأثر كما قلت ثابت قال الذهبى فى السير فى الجزء الثالث صفحة ثمان وخمسن ثلاثمائة هذه قضية متواترة ولما طرأ عليه ما طرأ من العمى فى عينيه رضى الله عنه وأرضاه جاءه من يعالجون ويداوون بإخراج يعنى هذا الماء الذى نزل فى عينيه ثم قالوا له تمكث خمسة أيام لا تصلى وفى رواية سبعة أيام لا تصلى إلا إيماء
فقال والله لا اترك صلاة واحدة
وفى رواية كما فى المستدرك أرسل إلى أمنا عائشة وأبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين وغيرهما من الصحابة فقالوا له كيف تفعل إذا جاء أجلك فى هذه الأيام وأنت لا تصلى مع أنه معذور لكن إخوتى الكرام كما قلت مرارا نأخذ بعزائم الأمور والعلاج رخصة فآثر فقد البصر على ترك الصلوات فى هذه الأيام بالكيفية السليمة لأنه سيصليها فيصليها إيماء لو عولج فى عينيه
لو نحن لعل الواحد منا أحيانا يعنى من أجل يسير ليس يترك الصلاة يعنى كما يقال إيماء نسأل الله العافية كم من إنسان يسألنى أحيانا دخل المستشفى يقول ما صليت لمَ؟ ما صليت أبدا يقول يشق علىَّ يجلس شهرا وشهرين ما صلى صلاة لله طول حياته فى المستشفى وما فيه شىء جالس على سرير ويقدم إليه كما يقال الخير الوفير وما صلى ركعة لله عز وجل يا عبد الله هل سقط عنك هذا, هذا ما يسقط لكن هذا جهلنا وهذا ضلالنا وهنا عذر ومع ذلك امتنع عن ذلك رضى الله عنه وأرضاه
انظروا أيضا ذلك فى المستدرك وفى المصباح المضىء فى الجزء الأول صفحة خمس وعشرين مائة ولما أُخذ نور عينيه له أجر كبير عند الله كما ثبت فى صحيح البخارى والحديث فى سنن الترمذى وغير ذلك من دوايين السنة من رواية سيدنا أنس ابن مالك رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أن الله قال جل وعلا إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه بكريمتيه ثم صبر عضوته منهما الجنة)
لما ذهب بصره قال بيتين محكمين من الشعر
إن يأخذ الله من عينى نورهما ففى فؤادى وقلبى منهما نور
قلبى ذكى وعقلى غير ذى دخن وفى فمى صارم كالسيف مأثور