.. أما الإمام أبو الحسن فهو على بن إسماعيل الأشعري – عليه رحمة الله تعالى – أقام على مذهب الاعتزال أربعين حولا ً من الأحوال، حتى صار لهم إماماً، في ذلك الضلال ثم رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – ثلاث مرات في شهر رمضان يأمره بترك ذلك الهذيان ونصرة سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فلزم الكتاب والسنة، عول على اعتقاد أهل الجنة، ونبذ أوهام ذي الجِنة، ورد على المعتزلة، وجحرهم في أقماع السمسم، قال في كتابه "مقالات الإسلاميين" تحت عنوان: هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة، جملة ما عليه أهل الحديث والسنة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يردون من ذلك شيئاً، وأن الله – سبحانه وتعالى – إله واحد فرد صمد، لا إله غيره، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأن محمداً عبده ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله – سبحانه وتعالى – على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} طه5، وأن له يدين بلا كيف كما قال: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص75، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} المائدة64، وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} القمر14، وأن له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الرحمن27، ثم قال ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الله – سبحانه وتعالى – ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول: "هل من مستغفر" كما جاء في الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى أن قال: ويُقِرّون أن الله – سبحانه وتعالى – يجيء يوم القيامة، كما قال: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} الفجر22 ثم بعد أن عدد بقية ما عليه أهل السنة والجماعة من أمور الاعتقاد، قال فهذه جملة ما