ذكر الماء بعد فتق رتق السموات والأرض كأنه يقول فُتق رتقهما بما فيه حياة لكل كائن حى وهو الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
الأمر الثالث الذى يرجح هذا ان الله جل وعلا أخبر عن السماء بأنها ذات الرجع والأرض ذات الصدع (والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع)
(والسماء ذات الرجع) أى يرجع إليها المطر ويؤوب الماء ويؤوب حالابعد حال ينزل منها ثم إذا استقر فى الأرض بأبخرة الشمس بقوة الله ولطفه وتقديره عادت السحب مرة ثانية إلى السماء ونزل المطر وهكذا ماء ينزل ثم يرجع ينزل ويرجع (والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع) الرجع يرجع إليها المطر الذى نزل منها بواسطة حرارة الشمس عندما يتبخر الماء
الأمر الرابع الذى يقوى هذا المعنى أن الله جل وعلا يعنى ردد وأكثر من ذكر الماء فى القرآن منبها على قدرة الرحمن وعلى بعث الإنسان يعنى يستعمل ذكر الماء لدلالة على هذين الأمرين بكثرة فى كتابه جل وعلا {فلينظر الإنسان إلى طعامه *أنا صببنا الماء صبا*ثم شققنا الأرض شقا} [عبس/24-26]
{أفرأيتم الماء الذي تشربون* أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون} [الواقعة/68-69]
{ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير} [فصلت/39]
آيات كثيرة يذكر الماء كما قلت للتدليل على عظيم قدرة الله وللتدليل على سهولة البعث وإمكانه وأنه يسير على ربنا الجليل فمن أحى الأرض بعد موتها قادر على إعادة الحياة إلى الأجسام بعد موتها والله سبحانه وتعالى على كل شىء قدير
وهى حية بواسطة الماء الذى جعل الله يعنى به كل شىء حى وهو على كل شىء قدير
هذه أمور أربعة إخوتى الكرام ترجح هذا التفسير الثابت عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما