إذاً يا جريج قال يا رب أمى وصلاتى فأقبل على صلاته فانصرفت فما كان من الغد أتته وهو يصلى فقالت يا جريج فقال يا رب أمى وصلاتى فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلى فقالت يا جريج قال يا رب أمى وصلاتى فأقبل على صلاته الرجل مستغرق فى العبادة يعنى متفرغ وهو اتخذ صومعة يتعبد فيها وكما تقدم معنا فى أثر ابن عمر رضى الله عنه وأرضاه يبس جلده والتصق جلده بعظمه وهذا كذلك

فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات وفى البخارى إلى وجوه المياميس يعنى الزانيات نسأل الله العافية تقول هذا العابد هذا ولدى الذى عقنى وما أجابنى لا يموت حتى يرى وجوه الزانيات وهو فى صومعته كيف سيرى وجوه المومسات؟ هو ما يرى وجوه المخلوقات فهذه سألت أن يرى وجوه الزانيات ونعمة ما دعت عليه يعنى بما هو أشد من ذلك

قال فتذاكر بنى اسرائيل جريجا وعبادته وكان امرأة بغى يُتمثل بحسنها يعنى تفتن الناس وكل واحد يتمنى أن يتصل بها نسأل الله أن يحفظنا من سخطه

فقالت إن شئتم لأفتننه أنا باستطاعتى أن أفتنه وأن أفتن غيره كل واحد يتمنانى وأنا أتمنع فمن جريج إذا ذهبت إليه

قال فتعرضت له فلم يلتف إليها الرجل يعنى حقيقة مجد فى العبادة ومجتهد فأتت راعيا كان يأوى إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو من جريج هذا فعل جريج فأتوه فاسنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه

فقال ما شأنكم قال زنيت بهذه البغى فولدت منك فقال أين الصبى فجاؤوا به فقال دعونى أصلى فصلى فلما انصرف أتى الصبى فطعن فى بطنه

فقال يا غلام وفى رواية البخارى يا با بوس يعنى البوبو الولد الصغير يا غلام من أبوك قال فلان الراعى قال فأقبلوا على جريج يقبلونه استمع ويتمسحون به أى تبركا لما ثبت عندهم صلاحه وولايته واستقامته وأنه ليس يعنى بصاحب فجور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015