الحديث كما قلت من رواية سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال لم يتكلم فى المهد إلا ثلاثة وهذا إخوتى الكرام يحمل على أنه يعنى هؤلاء تكلموا فى المهد كلاما لهم ميزة على الأصناف الآخرين يعنى كلامهم يعنى حقيقة له شأن على كلام أولئك أو أن هؤلاء من جملة من تكلموا فى المهد فأخبرنا النبى عليه الصلاة والسلام عن عدد ثم أضاف إليه ما أوحى إليه به ربنا الصمد سبحانه وتعالى فهؤلاء وأولئك كلهم تكلموا فى المهد
عيسى ابن مريم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه عندما أتت به الصديقة المباركة مريم عليها وعلى سائر الصديقين والصديقات رحمة ورضوان رب الأرض والسموات {فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا *يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا *فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا *قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا *وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا *وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا *والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا* ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} [مريم/27-34]
على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه هذا النوع الأول أو الفرد الأول نبى الله المبارك عيسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه
وصاحب جريج فاستمعوا إليه جريج عابد لكن ليس بفقيه فعرض نفسه إلى محنة فى هذه الحياة ولطف الله به فما يعنى زادت أمه فى الدعاء عليه ولو زادت لهلك بسبب تقصيره فى بره بأمه فدعت عليه فاستجاب الله دعاء الوالدة فعرضه لمحنة شديدة فظيعة ثم بعد ذلك لطف به لأن أمه ما زادت فى الدعاء عليه فحصل ما طلبته الأم ثم بُرىء بعد ذلك نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين