فالعابد تردد ورد فى بعض الأجوبة عنه قال وكيف ذاك وبعض الأجوبة قال لا يقدر وفى بعض الأجوبة قال لا أدرى وكلها ضلال وردى فقال الشيطان لتلاميذه لأتباعه أترون أنه كفر وهو لا يدرى هذا كفر بالله وهو لا يدرى يا عبد الله الله على كل شىء قدير وأنت بعد ذلك تقول لا أدرى لا يقدر كيف هذا ثم ذهبوا إلى العالم قالوا هل يقدر الله جل وعلا أن يوجد هذه الدنيا وأن يدخلها فى بيضة؟
فقال العالم لهذا السائل الذى هو فى الحقيقة إبليس ومن يمنعه إذا أراد الله هذا الشىء من يمنعه هو على شىء قدير فقال الشيطان للعالم كيف يقدر قال إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون يعنى هل يصعب عليه هذا؟ يصغر الله الدنيا ويوسع البيضة هذا أمره عائد إليه إذا أراد أمرا فإنما يقول له كن فيكون وهذا لا يدخل فى دائرة المستحيلات إنما هو فى الممكنات الجائزات
ولذلك إذا مات العالم حقيقة يفرح الشيطان لأن هذا العالم كان يفسد على الشيطان مخططاته ويحذر الناس من إغوائه وأما العابد فيلعب به الشيطان كما يلعب الصبيان بالكرة
ولذلك قال سيدنا عمر ابن عبد العزيز رضى الله عنه وأرضاه وأثره إخوتى الكرام ثابت فى كتاب الفقيه والمتفقه فى الجزء الأول صفحة تسع عشرة وفى كتاب جامع بيان العلم وفضله فى الجزء الأول صفحة سبع وعشرين قال من عمل فى غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح يعبد ربه على جهل فهذا لا يقبل عند الله عز وجل وقد أحيانا يجرى منه ما جرى من العابد الأحمق الذى كنت أيضا ذكرت حكايته فى بعض المواعظ السابقة والقصة فى كتاب أخبار الحمقى والمغفلين للإمام ابن الجوزى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا كان يتعبد ربه فلما نزل مطر واخضرت الأرض وامتلأت بالعشب خرج وأعجبه هذا المنظر ثم نادى ربه وناجاه ربى لو كان لك حمار لرعيته لك العشب كثير ربى لو كان لك حمار لرعيته لك هذا الجهل وهذا هو الضلال فلا بد إخوتى الكرام من أن يكون الإنسان على علم ووعى