وظهر لى أنه فى كل مثل طائفتين المثل الأول أوضحته كيف دخل فيه طائفتان الأرض الطيبة التى أنبتت الكلأ والعشب الكثير والأجادب والمثل الثانى فيه طائفتان الطائفة الأولى وهى الظاهرة التى لم تقبل هدى الله وردته وما آمنت به ومن باب أولى ما تعلمت ولا علمت, هذه شر المخلوقات وشر الدرجات هناك صنف آخر آمن بالله جل وعلا وما معه من الإيمان إلا النطق بالشهادتين فقط يدخل فى هذا المثل أيضا لكنه انحرف عن سماع العلم ولا تعلم وإذا سمع لا يعمل ولا يُعلِّم فهذا ملحق بهذا الصنف الخسيس الخبيث وإن لم يصل إلى دركته تماما لكن معه مقترن فى الذم آمن بالله لكن كما قلت ما سمع العلم وأعرض عنه ولا يريده ولو قدر أنه سمع لا يعلم ولا يُعَّلم يعنى لو سمع وعلم لصار حاله كحال الأجادب لكن ما سمع مع أنه نطق بالشهادتين وكما قلت الذى قبله ما نطق ولا آمن بالله جل وعلا مطلقا أما هذا آمن ولم يسمع العلم أو سمع ولم يَعلم ولم يعمل ولم يُعَّلم فذلك مثل من فقُه فى دين الله فعلِم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت
انظروا كلام الحافظ إخوتى الكرام فى الفتح فى الجزء الأول صفحة سبع وسبعين ومائة وكما قلت ظاهر الحديث يدل على أن المثل الثانى يعنى يشمل صنفا واحدا وهو من لم يؤمن بالله ولكن الذى يظهر أن ما استظهره الحافظ ابن حجر فى منتهى الوجاهة أنه يشمل صنفين كما أن المثل الأول يشمل صنفين:
المثل الأول كما قلت من آمن وعلم وعمل وعلم وصار فقيها ويشمل من آمن وعلِم وعلَّم لكن لم يتفقه أى لم يستنبط لم يصل إلى هذه الدرجة إنما هو مجرد ناقل دون أن يعى مدلول الكلام لا يعرف تفسير القرآن يحفظه ويعلم الناس القراءات ولا يعرف تفسير كلام رب الأرض والسموات يعرف الحديث وينقله لكنه لا يفقه فيه ولا يعرف معناه هذا إخوتى الكرام كما قلت يدخل فى الصنف الأول الذى هو صنف فيه خير لكن يتفاوتون فى الخيرية عند رب البرية