وثبت في طبقات بن سعد عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: " لما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين مات أعلم الناس وأحلم الناس ولقد أصيبت به هذه الأمة بمصيبة لا ترتق " لا ترتق، وتقدم معنا " الرتق " يعني (كانتا رتقا ففتقناهما) يعني هذه المصيبة لا تعوض لا تسد لا يأتي ما ينوبه عنها ويسد مسدها، مصيبة هذه الأمة مصيبة عظيمة بموت سيدنا عبد الله بن عباس.
وروي الإمام بن سعد في الطبقات عن رافع بن خديج أيضا رضي الله عنه وأرضاه قال: "لما مات سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين مات اليوم من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم "، يعني أهل الأرض قاطبة بحاجة إلي علمه.
إخوتي الكرام: في طبقات ابن سعد صفحة اثنتين وسبعين وثلاث مائة ضبط يحتاج بضم الياء يعني مات اليوم من يُحتاج إليه، إذاً لازم تقول بدل مَن مِن، أليس كذلك مات اليوم من يجتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم يعني من يحتاج إليه من الحاضرين بين المشرق والمغرب هو عبد الله بن عباس ومات، ما الداعي لهذا التكلف، مات من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب، يعني هو الذي يُحتاج إليه من الحاضرين بين المشرق والمغرب، فما أعلم لما قيدها بالضبط، ولو قرأت كما قلت لكم " مات من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب " يعني أهل المشرق والمغرب أهل الأرض قاطبة بحاجة إلي علمه، فهذا لو كان يعني حقيقتا أيسر يعني البناء للمعلوم من البناء للمجهول ثم التكلف، من يحتاج إليه من بين المشرق والمغرب في العلم، علي كل حال كما قلت قيدت بضم يُحتاج في طبقات ابن سعد من قبل الناشرين والعلم عند رب العالمين.