" كم أخل بنا مرضك" أي كم أثر فينا، وأخرنا وكنا نستشيرك وتصاحبنا وتشير علينا بما فيه السداد في ديننا ودنيانا، كم أخل بنا مرضك، أنت مرضت لكن نحن تضررنا من هذا المرض، كم أخل بنا مرضك، وكان يقول كما في طبقات ابن سعد أيضا، لا إله إلا الله، كيف تلومونني علي حب هذا؟ كيف تلومونني في هذا؟ هذا الذي تلومونني فيه، يعني أنتم تلومونني يا معشر المهاجرين والأنصار من الصحابة الكبار كيف أدخل هذا الحدث الشاب النشيط بينكم، كيف تلومونني؟ وهو ((منفوض)) هذا عندما مرض كم أخل بنا مرضه وأخر بنا عن درجات الكمال، كنا نستضيئ برأيه ونقتبس نمن فقهه وحسن تأويله، فمنعنا ذلك عندما نزل به المرض، كم أخل بنا مرضك؟
هذا يقوله سيدنا عمر وعمر عمر هو سيد المحدثين ((والملهمين)) وثاني الخلفاء الراشدين، يقول هذا لسيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، فكم له من منزلة وأثر وحقيقتا هو فقيه الإسلام كما تقدم معنا بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام " اللهم فقهه في الدين " نعم إخوتي الكرام، هذه منزلته، لا إله إلا الله، هذه منزلته وقد شهد له بذلك كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
****************************
(13:2) روي الإمام ابن سعد في الطبقات في المكان المشار اليه آنفا، صفحة سبعين وثلاث مائة في المجلد الثاني عن سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين أنه قال: "ما رأيت أحبر فهما ولا ألب لبا ولا أكثر علما ولا أوسع صدرا من عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين يدعوه للمعضلات أي المسائل المشكلة العويصة، للمعضلات ثم لا يعدوا رأيه ولا يجاوز قوله وحوله مشايخ الصحابة الكبار من المهاجرين والأنصار".