لفظ السياسة معناه في لغة العرب: القيام على الشيء بما يصلحه، رعاية الشيء برفق وحكمة يقال له سياسة، جميع أنبياء الله سياسيون مصلحون على نبينا وعليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، وقد أشار إلى هذا نبينا عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز لأحد أن يدخل قوله في هذا الأمر.
ثبت في المسند والصحيحين وسنن ابن ماجة والحديث رواه الإمام البيهقي في السنن الكبرى والبغوي في شرح السنة، وهو في أعلى درجات الحديث فهو في الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: [كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كما هلك نبي خلَّفه آخر] أي كان الأنبياء يتتبعون على رعاية أممهم في الأمم السابقة ويعاملونهم بالسياسة الحكيمة الرشيدة بتعاليم الشريعة المطهرة مع علم ورفق وأناه في نفوس الأنبياء، وكانت بنوا إسرائيل ... وأنه لا نبي بعدي وسيكون عليكم خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال فو بيعة الأول فالأول وأعطوهم الحق الذي جعله الله لهم وسلوا الله حقكم فإن الله سائلهم عما استرعاهم.
إذاً كان الأنبياء المتقدمون على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه يسوسون أممهم، ويتصفون بهذه الصفة ألا وهي السياسة الحكيمة الرشيدة، القيام على الشيء بما يصلحه، رعاية الشيء برفق وحكمة وأناه ورشد لكن هذه الأمة لا نبي بعد نبيها وسيأتي خلفاء وقد تنحرف أحياناً سياسة بعض الخلفاء عن المنهج السديد الرشيد القويم فالتزموا بهذا الهدى من نبينا الكريم.
إذاً قد يحصل في سياسة الحكام بعد نبينا ما يحصل، أما في سياسة الأنبياء السابقين كلما هلك نبي خلفه نبي، هناك سياسة شرعية سياسة راشدة رشيدة لا خلل فيها ولا ظلم ولا جور وزيغ ولا أغرن.