القسم الأول: إلحاد في أسماء الله الكريمة، وصفاته العظيمة، ولذلك خمسة أنواع، دل على شناعتها، وتهديد المتلبس ببعضها، قول رب الأرض والسماء: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأعراف180، وإليك بيان تلك الأنواع:

أ) تعطيل أسماء الرب – جل وعلا – عن معانيها، وجحد حقائقها، كقول الجهمية الردية ذوي العقول الآسنة الغبية: إن أسماء الله لا تتضمن صفات، ولا معاني حسنى مباركات، فيطلقون على رب المخلوقات، اسم: السميع، والبصير، والحي، والمتكلم، والمريد، ويقولون: لا سمع له، ولا بصر، ولا حياة، ولا كلام، ولا إرادة تقوم به، وهذا من أعظم الإلحاد وأشنعه في أسماء الله – جل وعلا – شرعاً وعقلا ً، ولغة وفطرة.

ب) تشبيه صفات رب الأرض والسموات بصفات المخلوقات – تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً – وإلحاد هؤلاء الضلال، في صفات الكبير المتعال يقابل إلحاد المعطلة أهل الخبال، فأولئك نفوا صفات كماله وجحدوها، وهؤلاء بصفات خلقه مثلوها وشبهوها، وقد حفظ الله الكريم أهل السنة الصادقين، من زيغ الفرقتين، فأثبتوا صفات رب العالمين، ونزهوا الرب عن مشابهة صفاته بصفات المخلوقين، دون تعطيل لها، عن الكمال اللائق بها، فهم وسط في النِحَل، كما أن أهل الإسلام وسط في المِلل، وتوقد مصابيح معارفهم من شجرة مباركة زيتونية، لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء.

جـ) اشتقاق أسماء الطواغيت والأنداد من أسماء الله رب العباد – سبحانه وتعالى – كتسمية المشركين اللات من الله، والعزّى من العزيز، ومناة من المنان، وهذا عدول بأسماء ربهم إلى أوثانهم وطواغيتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015