على مشروعية رفع الصوت بالتلاوة أين هى {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} يعنى يجلس الواحد يطيح فى القرآن هذه هى القوة، هذا هو الفهم المعكوس المنكوس وهذا من التفسير بالرأى تقدم معنا، قلنا أن يكون له فى الشىء هوى وله إليه ميل فينزل الأية عليه وهى لاتدل عليه، فيكون قد فسر القرآن برأيه، كما هو الحال {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} ، لا مانع أن تجهر بالقرأة وأن تؤذى الناس وتشوش عليهم صلاتهم وقرأتهم عندما يكون يقرأ من حفظه بجوارك وتقرأ أنت من مصحف ترفع صوتك، متى ماضيعت عنه محل الأية إنتهى، وأحياناً يعيد الإنسان السورة من أولها عدة مرات، كسورة الكهف مثلاً، ويقطعها عليه من هو بجواره، وهذا أذى ولايجوز، فإنتبهوا لهذا إخوتى الكرام وانصحوا المسلمين وحذروهم من هذا، الشاهد قولا ثقيلا على العموم على النبى عليه الصلاة والسلام وعلى المؤمنين وعلى غيرهم فقيل فى تعلمه فى العمل به يحتاج الى جهد والى حزم وعزم {إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا} ثقيل أيضا.
المعنى الثانى: فى العموم ثقيل فى الميزان لمن قرأه وعمل به، فله بكل حرف عشر حسنات، ثقيل {سنلقى عليك قولا ثقيلا} ، أجره ثقيل عند الله الجليل، فلك بكل حرف عشر حسنات، إذا كلمة سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، هذه جملة كلمتان حبيبتان للرحمن ثقيلتان فى الميزان، فالقرآن أفضل وأعظم أجراً من هاتين الكلمتين، {سنلقى عليك قولاً ثقيلا} ، ثقيلا فى الأجر عند الله جل وعلا، {إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا} فى حق العموم مهيبا كريما، يقال للرجل العاقل الرزين الراجح الرأى الثاقب النظر: إنه ثقيل، يقول: فلان خفيف وفلان ثقيل، ما يقصد ثقل الوزن، أن هذا يأتى مائة كيلو وذاك سبعين يقصد هذا الثقيل رزين مهيب وقور، ليس بخفيف ولا طائش.