قال سعيد بن جبير: فأنا أحركهما (أى شفتيه) كما رلأيت بن عباس يحركهما، وقال بن عباس: أنا أحركهما كما كان (لم يقل كما رأيت) كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، لما لأن ابن عباس ما أدرك تحريك النبى عليه الصلاة والسلام لشفتيه فى أول الأمر، لأنه ولد فى سنة ثلاث للبعثة، وكان صغيرا لا يدرك هذا، ولما قبض النبى عليه الصلاة والسلام كان ناهز الإحتلام وبعد ذلك التحريك إنقطع نبينا عليه الصلاة والسلام عن تحريك شفتيه، فما رأى ابن عباس كيفية تحريك النبى عليه الصلاة والسلام لشفتيه، لكن سعيد بن جبير رأى كيفية تحريك بن عباس لشفتيه لذلك قال سعيد بن جبير أنا أحركهما كما رأيت بن عباس يحركهما، وقال ابن عباس: أنا أحركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، فأنزل الله على نبيه عليه الصلاة والسلام {لاتحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرأنه} أن نجمعه فى صدرك وأن تقرأه على الناس، ثم إن علينا بيانه، أن تبينه للناس فكان النبى عليه الصلاة والسلام، إذا أتاه جبريل بعد ذلك أنصت لايحرك شفتيه فإذا ذهب جبريل تلا النبى صلى الله عليه وسلم ما نزل به جبريل عليه على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه، إذاً فى ذلك شدة على النبى عليه الصلاة والسلام، وشدة أيضا على من يتعلم القرآن.