رأى مرة بعض الناس رجلاً معه ثعلب قبض عليه، قيل: ماذا ستفعل بهذا الثعلب، قال: سأعذبه عذابا شديدا، قال: ولما؟، قال: كل فترة يأتى ويأكل لى الدجاج وأنا أطارده من جهة الى جهة وأمكننى الله منه، سأخذه الآن أمثل به تمثيل ما رأه يعنى مخلوق على وجه الأرض، قال: أتريد أن تعذبه، قال: نعم، والذى يكلمه طالب علم، قال: خذ هذه العمة وضعها على رأسه واتركه، فتركه يعانى من هذه الأمة ما يعانى، لا يطارد فى الحياة إلا علماء الإسلام، والله إن طالب العلم الصادق فى هذه الأيام ما تمر عليه لا أقول ليلة، لحظة، إلا ويتوقع فيها إما القتل وإما الإعتقال، لما هذا؟ القسيس، سمعتم عن قسيس فى بلاد النصارى يعقتل، لا إله إلا الله، لما زج بالعلماء فى بعض البلدان على التعبير اللعين حاكم تلك البلاد، بأنه مرمى الشيخ فى السجن كالكلب، يقول: زى الكلب، الكلب الذى يرقص زوجته مع كافر، ليس الذى يوضع وراء القضبان فى سبيل الرحمن، ماذا عمل مع القسيس سبب الفتنة وسبب كل بلاء، ماذا عمل يستطيع أن يضعه وأن يحبسه وراء الحديد والقضبان، غاية ما حصل صفق له وأعتبروا هذا نصر، أنه أقاله من المسئولية عن النصارى، وقال: إختاروا غيره ليحل محله، ثم أعيد بعد ذلك الى رتبته، فقط، وقيل له إلزم الإقامة فى بيتك، قسيس يقيم فى بيته، ثم ترسل له الدولة تتدس به بعد ذلك مكافآت يقولون: خاطرك لا يبقى علينا إلا الطيب لأجل ننتهى من المسلمين، نحن بعد ذلك نكرمك أكثر مما كنت تحصل، يلتمس لنا عذراً، وأما ذاك يقال عنه بكل قلة حياء هذا الشيخ فى السجن زى الكلب، العلماء صاروا زى الكلاب هذا حلنا، على من يصب أليم العذاب فى بلدان المسلمين، الزانى واللوطى والسكير والعربيد والمرابى كل هؤلاء كما يقال: يتمتعون بأقصى أنواع الحريات فى حالهم، فى حال محاربة رب الأرض والسماء، وأما هذا لا يوجد أحد يضيق عليه له، أجهزة المخابرات فى بلاد المسلمين بمن تطارد، تطارد الزناة، تطارد اللوطيين،