إخوتى الكرام: إذاً الشاهد هنا يركبون ثبج هذا البحر، يركبون ثبج ذلك البحر، للغزو فى سبيل الله، كيف عبر عنه بإسم الإشارة التى هى للقريب الحاضر؟ قلنا لنكتة، فيكم من يستنبط هذه النكتة؟ هناك نكتة تنزيل البعد الرتبى فى المنزلة منزلة البعد الحقيقى الحسى، يشار لكن البحر غير موجوديشير إليه يركبون ثبج هذا البحر، أين هو؟ إذاً كأنه حاضر، واضح هذا، أى إشارة الى أن هذه الرؤية ليست رؤيا أضغاث أحلام، خلينا نجعل البعيد قريب، ورؤيا الأنبياء حق، هذا متحقق لا خلاف فيه، هذا متحقق وسيقع، وكأنه حصل وكأن البحر هذا هو أشير لك إليه وهم عليه يركبون ثبج هذا البحر، قوله: (ملوكاً على الأسرة أو كالملوك على الأسرة) فى ذلك إشارتان كما قال الحافظ بن حجر، الأول إشارة غلى أنه من أهل الجنة..فهذا وصفهم فى الآخرة يركبون البحر ولهم بعد ذلك المنزلة فى الآخرة إخواناً على سرر متقابلين كالملوك على الأسرة، وفى ذلك إشارة أخرى.. وهما متلازمتان.. إشارة إلى عظم حالهم وشدة قوتهم وإندفاعهم فى سبيل الله، فهم يركبون البحر وهم فى هذا التمكن وفى هذا الإعتداد يجاهدون فى سبيل الله، على هذا البحر الذى يميد وكأنهم ملوك على الأسرة فى حال الأمن والرخاء، وأنا أقول الأمران متلازمان حالهم الثانى ينتج عنه حالهم الأول ... فعندما يجاهدون فى سبيل الله بهذه النفوس الطيبة القوية هم على البحر كالملوك على الأسرة، هذا سينقلهم إلى سرر الآخرة المرفوعة بعد موتهم بفضل الله وكرمه.