القول الأول: ذهب إليه الإمام ابن كثير عليه رحمه الله وعدد من أئمة اللغة كمعمر ابن المثنى ابى عبيدة فى كتابه (مجاز القرآن) ويقصد بالمجاز تفسير القرآن، لا يقصد بالمجاز المعنى الإصطلاحى عند المتأخرين، كتاب ابى عبيدة معمر بن المثنى فى مجاز القرآن وتفسير القرآن وتأويل القرآن وشرح القرآن وبيان معنى القرآن، ولا يقصد بالمجاز، المجاز الإصطلاحى عند المتأخرين الذى يقابل الحقيقة، لا ثم لا، المجاز بمعنى التفسير.، زلذلك يقول البخارى عليه رحمه الله فى صحيحه عندما ينقل قول ابى عبيدة معمربن المثنى {آلم} مجازها، مجاز أوائل الصور، ما معنى مجازها؟ تفسيرها، والقول فيها كما يقال فى أوائل السور، قد تقدم معنا الإشارة الى هذا، وهنا ابو عبيدة معمر بن المثنى عليه رحمه الله فى الجزء الأول صفحة 28 عند مطلع ومفتتح وبداية سورة البقرة {آلم. ذلك} إسم إشارة للبعيد لكنه بصيغة المذكر، {ذلك الكتاب} وهنا إسم إشارة للبعيد تلك، لكن المراد آيات، هناك كتاب مذكر وهنا آيات مؤنث، والصيغتان للبعيد الغائب، يقول ابى عبيدة: ذلك الكتاب، هذا الكتاب، والعرب قد تخاطب الشاهد، أى الحاضر القريب، فتظهر له مخاطبة الغائب.

والإمام ابن كثير عليه رحمه الله عندما فسر تلك بهذه {تلك آيات الكتاب الحكيم} ، هذه آيات الكتاب الحكيم، {ذلك الكتاب لاريب فيه} ، هذا الكتاب لاريب فيه، قال عليه رحمه الله فى الجزء الأول صفحة 39: العرب تعاوض بين إسمى الإشارة، أى تجعل واحدا عوضاً عن الأخر، فهما يتعاقبان فهذا يحل مع هذا فأحيانا تستعمل صيغة إسم الإشارة التى هى للبعيد، تقصد بها القريب الحاضر، وأحيانا تستعمل إسم الإشارة التى هى للقريب الحاضر وتريد بها مشارا إليه غائبا بعيدا، تعاوض بين إسمى الإشارة، قال معمر بن المثنى والشاهد على هذا ما ورد فى كلام العرب، يقول خُفاف بن نُدبة من شعراء العرب:

أقول له والرمح يقطر مثنه ... تأمل خفافا إننى أنا ذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015