فذاك كان يحل له لأن الله علمه من لدنه ذلك العلم وأمانحن فلم يعلمنا ذلك ربنا ولا أذن لنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم،فلا يجوز لنا أن نعول عليه، ذاك نبى كان يخط فمن وافقه فذاك، والحديث رواه الإمام أحمد فى المسند فى الجزء الثانى صفحة 294، قال الإمام الهيثمى فى المجمع فى الجزء الخامس صفحة 116 بإسناد صحيح لكن من رواية ابى هريرة رحمه الله رضي الله عنه والحديث المتقدم من رواية معاوية بن الحكم السلمى، ولفظ حديث ابلى هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فمن وافق عِلّمه عَلِمَهُ، ذاك نبى كان يخط} فمن وافق علمه أى علم ذلك النبي، وعَلِمه علم تلك الخطوط على أى شىء تدل، لكن من أين لنا تلك الموافقة، فإذاً قلنا هذا الحديث يدل على النهى عن إستنباط شىء من أمور المستقبل بعلامة من العلامات لأن ذلك كله ظن وتخمين لا يستند الى يقين فهو نوع من الكهانة، فإذاً هذا الحديث لا ينبغى أن يستدل به إنسان على جواز معرفة أمور الغيب ببعض العلامات كحروف الجُمّل، أو علم الرمل أو النجوم وما يستنبط منها من سعود ونحوس وغير ذلك.
الإشكال الثانى: ورد فى ترجمة قاضى دمشق وهو العبد الصالح المنتجب أبو المعالى محمد ابن القاضى يحيى وهو المعروف بابن الذكى ويقال له ابن الصادق وكل من ترجمه اثنى عليه وذكر بأنه كان من الصالحين وانظروا ترجمته فى سير أعلام النبلاء فى الجزء العشرين صفحة 137 يخاطب صلاح الدين الأيوبى عليهم جميعاً رحمه الله بعد أن فتح حلب وأستولى على قلعة الشهباء وطرد الفرنج منها، يقول له وكان فتح حلب فى صفر، يقول له.. وفتحك الشهباء فى صفر مبشر بفتوح القدس فى رجب.