إخوتى الكرام: هذه الأحرف لا تدل إذاّ على مدة بقاء هذه الأمة ولاتدل على حوادث ستقع يمكن أن تستنبط تلك الحوادث من هذه الأحرف على طريقة حساب الجُمّل، ومن عولّ على ذلك منشىء فهو مخرف كاهن موسوس مشعوذ ضال لايجوز أن نأخذ بقوله ولا ان نعتبر قوله، ولذلك لما اجتمع أبو الحسين النورى مع مانيا المنجم قال أبو الحسين النورى عليه رحمه الله وهو من العلماء الصالحين ترجمه الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء فى الجزء الرابع عشر صفحة 70 توفى سنة 295، قال شيخ الطائفة فى بلاد العراق: له عبارات دقيقة يتعلق بها من إنحرف من الصوفية، وكان يقول: مَن إدعى حالة مع الله جلّ وعلا وتلك الحالة منكرة فى الشرع فاحذر منه وابتعد عنه، قال أبو الحسين النورى لمانيا المنجم الذى يستنبط السعود والنحوس والخير والشر ور وما يقع فى المستقبل من النجوم ومن الحروف المقطعة فيما سيكون فى المستقبل من حوادث، قال له: أنت تخاف زحل وأنا أخاف رب زحل، أنت ترجو المشترى وأنا أرجو رب المشترى..كواكب فى السماء، وأنت تأخذ بالإشارة وأنا أُعوِّل على الإستخارة فكم ما بيننا..انت تخاف من زحل وأما أنا أخاف رب زحل وترجو المشترى وأنا أرجو رب المشترى وانت تأخذ بالإشارة مما يكون فى هذه الأبراج والأفلاك والحروف المقطعة واما أنا فأعول على الإستخارة..فكم إذاً ما بيننا، وكل من كان يعول على معرفة السعود والنحوس وعلى ما سيقع فى المستقبل بواسطة النظر فى الأفلاك السماوية أو بواسطة استخلاص هذا من الحروف المقطعة على حسب حروف الجُمّل فهو مفترى مهوس.