وتأتى السورة بمعنى القطعة والبقية والجزء من الشىء ومنه سؤر الإناء، وعلى هذا فأصل سورة كما قال الإمام ابن كثير فى تفسيره سؤرة خففت هذه الكلمة بتحويل الهمزة إلى واو سورة سؤرة لما كانت الهمزة ساكنة وقبلها مضموم حذفت من باب التخفيف وحولت إلى واو فقيل سورة وجمع السورة سور وسورات وسوارات كما قرر هذا أئمة اللغة كالإمام ابن منظور وغيره فى لسان العرب: إن بمعنى المنزلة العالية الرفيعة بمعنى الجمع والإحاطة بمعنى التمام والكمال بمعنى الجزء والبقية.
هذه المعانى الأربعة فى اللغة العربية للسورة كلها موجودة فى سورة القرآن وسورة القرآن لها منزلة عالية رفيعة وكيف لا وقد تحداهم بها {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} وليس بعد هذه المنزلة منزلة وليس بعد هذه الرفعة رفعة أن هذه السورة فيها الإعجاز الذى تحدى الله به الأولين والآخرين من إنسهم وجنهم فإذن فيها معنى الإبانة والارتفاع والعلو علو المنزلة والقدر.
وسورة القرآن فيها معنى الإحاطة فهى تحيط السورة تحيط بعدد من الآيات أقلها ثلاث كما سيأتينا تحيط بجمل من الحكم والأحكام فهذه السورة أحاطت بآياتها وبحكمها وأحكامها وهى كاملة تامة ليس فيها خلل ولا نقص لا فى لفظها ولا فى معناها {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} ، {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ، وهى جزء قطعة وبقية وبعض من القرآن الكريم المكون من مائة وأربع عشرة سورة.
إذن المعانى الأربعة اللغوية موجودة فى السورة القرآنية علو بمعنى العلو والارتفاع بمعنى الإحاطة بمعنى الكمال والتمام بمعنى الجزء والبقية.
هذه معانى السورة فى اللغة العربية.