إخوتى الكرام: العصر المكى قام على هذه المعانى الإنسان عبد خلقه الله ينبغى أن يسعى لإرضائه فى هذه الحياة لينال رضوانه بعد الممات هذه غايتنا ما أشرفها من غاية إذا لم تكن هذه الغاية غاية الإنسان والله إن الانتحار أهنأ له فى هذه الحياة من أن يعيش عيشة العجماوات ولذلك ثبت فى تفسير ابن جرير وطبقات الإمام ابن سعد عن كعب القرظى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم عندما بايع الأنصار بيعة العقبة على أن يهاجر إلى المدينة المنورة وحضر العباس رضي الله عنه وكان لا زال على شركه مع نبينا عليه الصلاة والسلام ليستوثق لابن أخيه وتسلل الأنصار من مضاجعهم فى ثلث الليل وفى وسط الليل إلى المكان الذى وعدوا فيه النبى عليه الصلاة والسلام ثم تم الاتفاق بعد ذلك على أن يهاجر النبى عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ليقيم دولة الإسلام فى طيبة وطابا فقال عبد الله ابن رواحة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترط لنفسك ولربك ماذا تريد من حقوق لك ولله لنلتزم بالوفاء بها قال اشترط لربى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واشترط لنفسى أن تمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم وأولادكم لا تخزلونى وأنا سأكون غريبا بينكم فإذا جئت إليكم تنصرونى ولا يصل الأعداء إلى وأما الله فله عليكم حق العبادة والطاعة لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال عبد الله ابن رواحة فما لنا إذا وفينا عبدنا الله وحده لا شريك له ونصرناك وما وصل إليك مكروه فما لنا قال الجنة والجنة ليست عاجلة ليست فى الدنيا هذه بعد الموت ما لكم على هذا إلا رضوان الله والجنة رحمته يرحم بها الله من يشاء الجنة فقالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل ربح البيع هذه غاية عظيمة {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو