إخوتى الكرام: ترتيب هذا القرآن بهذه الكيفية معجز بلا شك ومن تأمل حال ترتيب القرآن وجمعه وتأليفه يعلم إذا كان عنده أدنى شىء من عقل أن هذا القرآن كلام الرحمن وليس لمحمد عليه صلوات الله وسلامه فيه أى مدخل إلا البلاغ كيف هذا؟ نبينا عليه صلوات الله وسلامه أمى لا يقرأ ولا يكتب فكان ينزل عليه الوحى ويقول للكتبة من الصحابة ضعوا هذه الآية فى سورة كذا وكذا وضعوا هذه الآية فى سورة كذا وكذا ما نزلت السورة إذن متتابعة سورة البقرة أول ما هاجر نبينا عليه صلوات الله وسلامه إلى المدينة نزل شىء منها ما اكتملت إلا قبل وفاته بتسعة ليال عليه صلوات الله وسلامه إذن مدة عشر سنين ينزل آيات فى سورة البقرة وآخر شىء من القرآن آية فى سورة البقرة.

كما ثبت فى تفسير ابن أبى حاتم عن قتادة رحمه الله {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} آخر آية نزلت من القرآن وضعت فى سورة البقرة وسورة لبقرة من أوائل ما نزل على نبينا عليه الصلاة والسلام فى المدينة إذن فى عشر سنوات آية توضع هنا على رأس مائتين وثمانين وآية على رأس ثمانين وآية على رأس خمسين ثم تنظر بعد ذلك فى ترتيب هذه السورة فتراه فى غاية الإحكام والإتقان كأنها صيغت فى هذا الوقت بهذه السورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015