أعرض الناس عن دين الله فى هذا الوقت فالأخلاق ضاعت لضياع الدين لأن الأخلاق بلا دين لا يمكن أن تثبت ولا أن تحصل ولا أن توجد والأمة بلا أخلاق حياتها حياة غابة لا رباط بينهم وبين ربهم ولا صلة بينهم وبين بعضهم وهذا هو حالنا إذا وجد الدين فى الناس وجد عندهم خلق ووجد عندهم حياء من ربهم فرأس الحكمة مخافة الله ومخافة الله لا تحصل إلا إذا تدين الإنسان تدينا صحيحا فأفرد الله بالعبادة حسبما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم.
إخوتى الكرام: حالنا مرير مرير وإذا كان الإمام أحمد عليه رحمة الله يقول فى القرن الثالث إذا رأيتم شيئا مستقيما فتعجبوا فما أعلم ماذا يقول لو أدرك حالنا إذا رأيتم شيئا مستقيما فى القرن الثالث فتعحبوا والله إن الأصل فينا الكذب والخيانة والاعوجاج وإظهار خلاف ما نبطن والاحتيال والنكر والخديعة ولا ينجو من هذا إلا من رحم ربك وقليل ما هم.