لها الصمم لئلا تحرج مما جرى منها بدون قصد رحم الله علماء سلفنا الأبرار.

حاتم الأصم نعته الذهبى فى سير أعلام النبلاء لما رأيت هذه النعت هذا اللقب له لقمان هذه الأمة يقول هو الإمام الزاهد القدوة الربانى إذا كنا سنتدارس السورة التى تسمى باسم هذا الإنسان وباسم حكيم فى الزمن القديم وهو لقمان فلنعرف شيئا من حكمة لقمان هذه الأمة لنتتقل بعد ذلك إلى حكمة لقمان الأمم السابقة زاهد قدوة ربانى قال له الإمام أحمد سائلا مسترشدا وناهيك بذلك منقبة لحاتم الأصم كيف الخلاص من الناس وتوفى قبل الإمام أحمد بأربع سنين وأما الإمام أحمد عليه رحمة الله توفى سنة واحد وأربعين ومائتين وهذا قلنا سنة سبع وثلاثين ومائتين قال كيف الخلاص من الناس قال بثلاثة أمور ولا أراك تسلم منهم، تعطيهم مالك فلا تأخذ من مالهم شيئا أنت ساعدهم وأحسن إليهم وإياك أن تطلب الإحسان من أحد، تقضى حقوقهم ولا تستقضى من أحد منهم حقا لك الحقوق التى للناس اقضيها وقم بها على أتم ما يكون ولا تستقضى من أحد حقا ولا تطلب منه قضاء حاجة، تتحمل مكرهم وضرهم وأذاهم ولا تقابلهم بشىء من ذلك فإذا آذوك حملوك مكروها تتحمل فأما أنت فلا تقابلهم بشىء من ذلك ولا أراك تسلم إذا قمت هذا نحو الناس لا أراك تسلم.

وحقيقة هذا من الحكم من الحكم التى أنطق الله بها هذا الإنسان فأعطهم ولا تأخذ واقض حقوقهم ولا تطلب منهم قضاء حقك آذوك لا تقابلهم بالمثل مع ذلك تسلم لا أراك تسلم، وكان يقول اصحب الناس كما تصحب النار انتفع منها واحذر ضررها وهكذا الناس.

لاتشتغل بالعتب يوما للورى ... فيضيع وقتك والزمان قصير

وعلام تعتبهم وأنت مصدق ... إن الأمور جرى بها المقدور

هم لم يوفوا للإله بحق ... أتريد توفية وأنت حقير

فاشهد حقوقهم عليك وقم بها ... واستوف منك لهم وأنت صبور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015