قاتلوا الذين يلونكم من الكفار أنفسكم لا بد من جهاد النفس لكن الاستدلال بهذه الآيات خطأ فى الدليل، فإذا قصدوا باطلا أخطأوا فى الدليل والمدلول وإذا قصدوا حقا أخطأوا فى الدليل والمدلول صحيح لم يخطأوا فيه فنصوص الشرع تدل على ما ذكر لكن هذا النص لا يدل على ذلك فحملوه ما لا يحتمل وكما تقدم معنا فى تفسير قول الله {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} تقدم معنا مثل هذا فإذن إما أن يخطأوا فى الدليل والمدلول وإما أن يخطأوا فى الدليل لا فى المدلول
إخوتى الكرام إذا علمنا ما تقدم عندنا تنبيه نختم به الكلام على هذه المقدمة ثم نشرع بعد ذلك فى تفسير سورة من كلام ربنا جل وعلا.
إذا علمنا أن التفسير بالرأى بالصفات والاعتبارات والشروط المتقدمة متفق على جوازه فما ينبغى أن يحصل عندنا شىء من التوقف فيما نقل عن بعض العلماء من التفرقة بين التفسير والتأويل بأن التفسير ينصرف إلى حالة معينة والتأويل ينصرف إلى حالة معينة فذلك اصطلاح بهم يقول الإمام البغوى عليه رحمة الله وهو متوفى سنة ست عشرة وخمسمائة عليه رحمة الله وسليمان الجمل فى حاشيته على الجلالين توفى سنة ألف ومائتين وأربعة للهجرة وبينهما الإمام الزركشى فى البرهان متوفى سنة أربع وتسعين وسبعمائة يقول هؤلاء الأئمة:
? التفسير تعيين معنى اللفظ بواسطة قرآن أو سنة أو أثر أى من كلام منقول عن الصحابة والتابعين.
? وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بلا قطع وقالوا التأويل صرف الآية إلى معنى محتمل يوافق ما قبلها وما بعدها ولا يخالف الكتاب والسنة عن طريق الاستنباط.