أما إذا عرضت لك حاجة وتعسر عليك أن تدخل البيت من بابه لوجود مثلا قاطع طريق أو لوجود مفسد عاتى وتسلقت جدران البيت وأتيت البيت من خلفه ليس فى ذلك حرج فلا يقال أنت منهى عن هذا فالآية تعالج واقعا معينا فافهم هذا {وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون} مثال هذا أيضا قول الله جل وعلا فى سورة الأعلى {فذكر إن نفعت الذكرى} .
حرف إن هنا أورد المفسرون فيه ثلاثة معان:
المعنى الأول: {فذكر إن نفعت الذكرى} على أنها شرطية فإذا كانت الذكرى نافعة فذكر وإلا فلا داعى للتذكير فضياع الوقت لا فائدة فيه وهنا كل ذكرى سيترتب عليها نفع فأنت تذكر المؤمن إن الذكرى تنفع المؤمن وتذكر الكافر لتقيم عليه الحجة لكن من علمت أنه لن ينتفع كحال أبى لهب وأنه سيصلى نارا يخلد فيها أبدا هل هناك فائدة فى تذكيره بعد نزول سورة المسد حقيقة ضياعا للوقت بلا فائدة.
إنسان نصحته ونصحته وقامت عليه الحجة وكل ما تنصحه يزداد عتوا وعنادا وليس عندك وسيلة لأن تأخذ على يديه فهل يلزمك أن تذكره بعد ذلك لا الله لا يأمر إلا بذكرى نافعة لكن ليس معنى هذا تقول هذا لا ينتفع فلا أذكره لا بد من قيام الحجة فإن اهتدى وحصل الأثر وإلا فقد قامت عليه الحجة وهذه نافعة لأنه عندما قامت عليه الحجة فأنت إذن حصلت المطلوب من هذا التذكير عندما يعذب فى الآخرة يعذب بعد قيام الحجة عليه وأن المطلوب حصل من هذا التذكير إنما كما قلنا ذكرى ليست نافعة لا يأمر الإسلام بها هذا معنى الآية {فذكر إن نفعت الذكرى} .
وقيل بمعنى قد فذكر إن نفعت قد نفعت الذكرى والذكرى تنفع المؤمن ينتفع بها والكافر تقوم عليه الحجة.