تنشر السحاب وتبشر بنزول المطر وهكذا الشمس وهكذا القمر والنجوم والسماء والأرض والجبال وكيف مد الله الأرض ونصب الجبال لئلا تميل الأرض بنا هذا كله يتعلق بواقع حياتنا فلفت أنظار العباد إلى مواطن العبرة فى هذه المخلوقات التى خلقها وإذا تحدث القرآن عنها وهى الميزة الرابعة لحديث القرآن عن هذه الأمور الكونية الأمور العلمية المادية يتحدث عنها حديث العالم الخبير كيف لا وهو يتحدث عن مخلوقاته سبحانه وتعالى {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} .
والأمر الخامس: يشير القرآن عندما تحدث عن الأمور الكونية إللى أنها مربوبة مسيرة مسخرة لها إله عظيم يدبرها فلم تخلق فلتة ولم تخلق صدفة ولا تسير نفسها بنفسها إنما هى ضمن هذا النظام المحكم العظيم الذى أوجده رب العالمين سبحانه وتعالى {رب المشرق والمغرب} سبحانه وتعالى {لاإله إلا هو فاتخذه وكيلا} والآيات فى ذلك كثيرة كما قلت لا أريد الاسترسال فى إيضاح هذا الأمر فهذا حديث القرآن عن هذه الأمور الخمسة ليست هى محور بحثه حثنا على التفكر والتأمل فيها شرح ما يتعلق بواقعنا من هذه الأمور إذا تحدث عنها فحديثه حديث العالم الخبير يخبرنا أنها مربوبة مسيرة ماعدا هذا فى الحقيقة الخروج عن هذا لالتماس آيات تخضع لنظريات علمية ولإدخال نظريات علمية فى آيات قرآنية لا تدل عليها إلا بتكلف وتمحل وبعد وشطط وسفاهة هذا فى الحقيقة نوع من التلاعب بالقرآن باسم تأييد القرآن ونصرة القرآن.